-A +A
محمد المختار الفال

يشعر أبناء الدوادمي بالفخر باحتضان مدينتهم أكثر من ثماني كليات، تستوعب الآلاف من الطلاب، سواء منهم أو من أبناء المدن الأخرى، إلا أن انتماء تلك الكليات إلى جامعة شقراء التي تبعد عنهم عشرات الكيلومترات، يشكل هاجسا لشباب المحافظة، فهم يرون أن هذا العدد من الكليات كاف بأن تتزين بمسمى «جامعة الدوادمي» الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت والجهد بدلا من المراجعات للجامعة الأم.

«عكاظ» استمعت لآمال وتطلعات شباب المحافظة، ورصدت مقترحاتهم.





أشعرونا بالانتماء وأمطرونا بدفء المشاعر، ففتحنا لهم بوابة «برلمان الشباب»، نسمع ونسجل في مضابط الحوار، أملا في الارتقاء برؤية جيل يعرف ما يريد، فكان الحالمون جمعا من طلاب كليات شتى تتجمع باسم «جامعة شقراء - فرع الدوادمي».

وهنا مضابط الجلسة التي شارك فيها الدكتور أحمد محمد اليحيى المشرف على وحدة الخطط والبرامج الدراسية بجامعة شقراء ومجموعة من طلاب كليات الهندسة، والصيدلة، والتربية، مفتتحا إياها بالقول:

الدولة، رعاها الله، لم تقصر في تنمية المحافظة وهذا يدعم التوجه لإيقاف هجرة أبناء المنطقة إلى المدن الكبرى لتدني الخدمات أو عدم وجودها.

ونحن نعتقد أن المدن الكبرى «الرياض، جدة، الدمام» اكتظت بالمهاجرين من المحافظات، الأمر الذي يشكل عبئاً على هذه المدن في جميع القطاعات. ونرى أن العمل على «توطين» أبناء المحافظات سيكون لصالحها وصالح المدن الكبرى، وهناك توجه ملحوظ في الهجرة المعاكسة، أي من المدن الكبرى إلى المحافظات بسبب الزحام والضجيج. والمطلوب ليس أن نجعل المحافظة جاذبة في هذه المرحلة بل يكفينا أن لا نجعلها طاردة، وأول الأسباب المساعدة على ذلك التعليم، وقد اهتمت الدولة بهذا الجانب، إذ نشرت المدارس على الرقعة الوطنية، وكان التعليم العالي إلى سنوات قريبة قاصراً على المدن الكبرى لكن في السنوات الأخيرة تغير الحال، فعلى سبيل المثال في شهر شعبان من عام 1328هـ لم يكن لدينا في هذه المحافظة أية كلية، وكان على خريجي الثانوية العامة من المحافظة أن يرحلوا بحثاً عن جامعة للالتحاق بها، وكان رحيلهم يعني رحيل أسر بكاملها إلى المدن الكبرى «الرياض، جدة، الدمام»، واليوم ونحن في عام 1434هـ -أي بعد ست سنوات- لدينا في الدوادمي ثماني كليات، مما يؤكد أن الدولة التفتت إلى هذه الأمور لتوطين الناس في محافظاتهم، وأنا مثلا درست في الرياض ولكن اليوم ابن الدوادمي يمكن أن يدرس ما يريد بجوار أهله، حيث إن لدينا في الكليات جميع التخصصات باستثناء طب الأسنان، فهناك كلية للطب والصيدلة والهندسة، وسيتم القبول في العام المقبل في العلوم الطبية، ونحن نتبع جامعة شقراء ولهذا نطالب بأن تكون لنا جامعة مستقلة تضم كل الكليات الموجود في المحافظة، لأن عدم وجود الجامعة في الداودمي يضطر الكليات الثماني التي تضم قرابة أحد عشر ألف طالب إلى العودة إلى الجامعة في شقراء، وهناك طلاب وطالبات في المحافظة أيضا لا يجدون قبولا، وإذا اعتمدت الجامعة هنا فيمكنها التوسع في القبول لاستيعاب أبناء وبنات المحافظة، خاصة أن لدينا في المحافظة 3100 طالب وطالبة في السنة الثالثة الثانوية يقبل منهم 1900 فقط. «أي نسبة 39% من الطلاب لا يتم قبولهم».

ويؤيد المقترح الطالب شتيوي مبارك -المستوى الخامس- التربية الخاصة «كلية التربية»، ويقول:

الشباب يتفق على أهمية وجود جامعة في الدوادمي لأن فيها ثماني كليات، كما أن أملنا في تنفيذ أنشطة لا منهجية تصقل مواهبنا، كما نحتاج إلى دورات في تطوير الذات واللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، ونريد تفعيل هذه الأنشطة، التي أعتقد أن سبب عدم وجودها الآن يرجع إلى أن مقر الجامعة في شقراء -على بعد 120كم-، ونرى في الجامعات الأخرى الكثير من النشاطات اللاصفية التي تخدم الطلاب وتنمي مهاراتهم وتزيد من وعيهم بقضايا مجتمعهم.



المناهج أهم

كان محور مداخلة الطالب فهد اليحيى -كلية الهندسة- المستوى السابع، ويرى أن:

هناك ضرورة لإعادة النظر في مناهج جامعة شقراء بحيث يكون واضعها من التخصص نفسه، يعرف طبيعة المواد التي سيأخذها الطلاب في جميع مراحلهم، أي المطلوب حاليا إعادة النظر في ترتيب المناهج بحيث تكون المقررات تخدم بعضها البعض، أما النقطة الأخرى المهمة فهي تتعلق بالنشاطات خارج المنهج، وهذه للأسف غير موجودة، ونحن طلاب فرع الجامعة لا نجد الدورات التي تصقل مهاراتنا أو تساعدنا على التعرف على مواهبنا وقدراتنا، ونعتقد أن الجامعة في حاجة للاهتمام بها.



نظام مدرس

ربما كان الشعور الذي كشف عنه الطالب عبد الله الصبيحي -كلية الهندسة- المستوى الخامس «كهرباء»، ليعلن من خلاله التطلع للارتقاء بمناهج الجامعة:

نتطلع إلى أن نكون في الداودمي مثل المدن المحيطة بنا وأرى أن أي تطور لا بد أن يبدأ من الجامعة، ونحن للأسف نشعر أن نظام الجامعة لا يختلف كثيراً عن المدرسة، فالقضية كلها مقررات دراسية، اختبار ثم لا شيء غير ذلك فليس هناك أي نشاط خارج المقرر يساعد على الابتكار أو تطوير القدرات أو إرشاد الطالب إلى ما يتفق مع مواهبه واستعداداته، الجامعة تفتقر إلى وجود مكتبة عامة يجد فيها الطلاب ما يفتح آفاقهم على علوم العصر، ونحن كطلاب الجامعة نعاني من مشكلة السكن فليس للجامعة سكن.



هنا مربط الفرس

هكذا بدأ عساف العتيبي طالب السنة التحضيرية، القادم من الرياض يروي قصته مع السكن:

فبعد أن تخرجت في الثانوية بتقديرات عالية -الحمد لله- كانت رغبتي دراسة الطب فلم أتمكن من الالتحاق بإحدى كليات جامعة الرياض فجئت إلى الدوادمي للالتحاق بكلية الطب، وفوجئت أننا الطلاب المغتربين نواجه مشكلة حقيقية، وهي السكن، فالجامعة لا توفر لنا السكن والمعروض قليل وأسعار الإيجارات مرتفعة جداً، حيث يتراوح إيجار الشقة ما بين 12-14 ألف ريال.

لكن المشكلة الثانية التي ألمسها أن أسئلة الاختبارات تأتي من إدارة الجامعة بشقراء ويضعها أساتذة لم يدرسونا المناهج، وهذا غير مطبق في كل الجامعات، فالمعروف أن أستاذ المادة هو الذي يضع الأسئلة بناء على تفاصيل المنهج الذي شرحه لطلابه، ونرى أن يعطى الأساتذة حرية وضع الأسئلة لطلابهم حسب معايشتهم ومعرفتهم بقدراتهم، وأعتقد أن «مركزية» الأسئلة لا تتفق مع الحياة الجامعية.



دورات ولكن

اعتراف ساقه إبراهيم القحطاني -كلية الصيدلة- ردا على مداخلة اليحيى، مؤكدا أن هناك دورات للغة الإنجليزية، لكنه يتطرق إلى الدراسة والطرق:

ففي كلية الصيدلة لا يوجد بها إلا قسم واحد، فما هو مصيري بعد السنة التحضيرية، فقد أضطر أو أجبر على مسار أو تخصص لا أرغب فيه، ولهذا أرجو أن تكون خطة الدراسة وأقسام الكليات واضحة للطلاب حتى يقرروا اتجاهاتهم.

فيما المحور الآخر يتعلق بمحافظة الدوادمي وأعتقد أن الطرق في حاجة إلى تطوير في التقاطعات ووضع إشارات المرور لتقليل مخاطر الحوادث، والشوارع تحتاج إلى سفلتة والكثير من المخططات ليس بها أي خدمات، حيث تم توزيع بعض المخططات لكن لم توفر فيها أي خدمات.



لماذا أتيت؟

سؤال يطرحه عمرو صالح العمري، طالب صيدلة، مستوى أول، والقادم من جدة إلى الدوادمي، للإشادة بما تحصل عليه من الجامعة:

فلطالما سألني الكثير من الزملاء عن هذا الأمر، وأرد دائما بأن هذا وطني المملكة العربية السعودية أقيم حيث أريد، لكننا بصفتنا أبناء المدن الأخرى نعاني من قلة الرحلات الجوية للدوادمي، فلا توجد إلا رحلة واحدة في الأسبوع «يوم الأربعاء إلى الرياض»، وإذا فاتت عليك الرحلة عليك الانتظار للأسبوع الذي يليه، فيما الوصول برا إلى الدوادمي من جدة صعب جداً، إذ عليك أن تسافر إلى الطائف ومنها تبحث عن سيارة أجرة ذاهبة إلى الدوادمي، لكن مع ذلك وبصراحة فاجأتني الدوادمي، حيث كنت أظنها قرية صغيرة فإذا هي مدينة كبيرة يسكن فيها أكثر من 60 ألفاً، وهي في نمو مستمر في العمران والجامعة.

كما ألاحظ أن جامعة شقراء تعطي الطلاب اهتماماً كثيراً -طلاب الصيدلة على الأقل- حيث تسأل الجامعة الطلاب ما رأيكم في الأساتذة وطريقة تدريسهم، ومن لديه نقص في الدرجات يمكنه مراجعة إدارة الجامعة لمعرفة الأسباب.



وهذه نواقص

ينقلها عن سكان الدوادمي ،العمري، مواصلا الحديث:

فهنا تشعر بالفرق بين المدن الكبيرة والصغيرة، فالمحافظة تعاني من نقص في بعض المستلزمات الإلكترونية والرياضية، فيضطر الأهالي للسفر إلى الرياض للحصول عليها، كما ليست هنا أندية، والموجود ناد واحد «نادي الأبطال» وهو تجاري، وسمعت أن بها نادياً في السابق اسمه نادي الدرع، والحقيقة أننا حرمنا، كطلاب مغتربين الذين نظل فترة طويلة في المدينة من أي ترفيه، ومن يبقى في نهاية الأسبوع يشعر بالملل لقلة الأماكن التي يذهب إليها الشباب فلا توجد غير الاستراحات.



أزمة المباني

هي المعاناة التي تطرق لها عوض القحطاني طالب كلية الصيدلة:

أتفق مع القول بأن هناك نقصا في المباني المعروضة للإيجار، ووجود الجامعة رفع الأسعار أي أن العرض أقل من الطلب، في المدينة ترفع الأسعار في خلال المواسم، فالشقق تصل أسعارها أحيانا إلى 2400 ريال.

كما أتفق في أن هناك نقصا في النوادي الرياضية عامة والملاعب والحدائق.



هموم عامة

طرحها حمود الغبيوي الطالب بالكلية التقنية، حيث يرى أن:

المجتمع يرى أن الإعلام سيئ ولا يبني الشخصية وهو يهتم بالاستهلاك والإعلانات.